b]فمتى تجيء أنت،
[size=12]أيها الضيف الحار
[size=12]أيها الزائر الذي
[size=12]لايحمل هوية .. في جيبه؟
[size=12]- أجيء حين تمحل الأرض
[size=12]وتجف الينابيع..
[size=12]وتعرى الأشجار من أوراقها
[size=12]مثل روح يهزها الخوف..
[size=12]وعندما يغدو صوت الليل
[size=12]كصمت الوديان المهجورة ...
[size=12]-2-
[size=12]- ماذا يدعونك ...
[size=12]أيها المسافر .. أبداً في البراري
[size=12]وكيف ينادونك،
[size=12]وأنت تخترق
[size=12]غابات الإسمنت،
[size=12]عاريا.. من كل سلاح؟
[size=12]- أنا القمر الذي
[size=12]يضيء مرة واحدة ..
[size=12]كل عمر ...
[size=12]الموجة الأقوى
[size=12]من الجزر
[size=12]والنهار الذي يقاتلُ الليل...
[size=12]البريق .. الذي يعشق العيون،
[size=12]والألق الذي يضيء في الخدود
[size=12]مثل زهر الربيع..
[size=12]بأناملي .. أغزل خيوط الصباح
[size=12]وأضيء أحلام الشفق
[size=12]وأكتب أسرارَ الفرح الأبديّ
[size=12]-3-
[size=12]-أين موطنك ...
[size=12]أيها الطائر المجنح..؟
[size=12]-هناك.. عند منابت الريح..
[size=12]حيث تنمو الأمواج والأعاصير،
[size=12]وتطلع أقواس قزح الكون..
[size=12]... ربما أقمت
[size=12]في خيمة .. تعانق الصحراء ...
[size=12]فشربت من ندى الرمل،
[size=12]وأكلت من طحالب الفيافي..
[size=12]... وربما سكنتُ
[size=12]في كوخ .. منسيٍّ
[size=12]عند سفح تل..
[size=12]فشربت من الينابيع المنسابة
[size=12]من أعالي الجبال...
[size=12]وأكلت من الأعشاب
[size=12]عند أطراف البراري...
[size=12]ربما .. أقمت
[size=12]في زورق مركون
[size=12]على طرف شاطئ مهجور..
[size=12]أو فوق بساط مهترئ، لكنْ ملوَّن
[size=12]في غرفة ... غائصة...
[size=12]في عتمة الأحياء التي لا ترى الشمس..
[size=12]-4-
[size=12]-كيف تأتي...
[size=12]أيها الزائر العجيب
[size=12]الذي لايحمل ساعة في يده؟
[size=12]- قد أقرع الأبواب.
[size=12]فلا يفتحها أحد ...
[size=12]وعند ذاك فإنني لاأنكص...
[size=12]الانتظار يميتني...
[size=12]والمفاجأة تحييني
[size=12]وفي موعدي أعرف جيداً
[size=12]كيف أقتحم النوافذ ...
[size=12]وحين أعجز ...
[size=12]أتسلل من الشقوق ..
[size=12]وثقوب الأبواب...
[size=12]مداهماً كالطوفان،
[size=12]عاتياً كالعاصفة ..
[size=12]أعمى كالقدر...
[size=12].. أهاجم من كل مكان...
[size=12]أقتحم الخلايا ...
[size=12]وأملأ العيون ...
[size=12]ولكني .. لا أقدم كأسي
[size=12]إلا للشفاه الحارة الندية ..
[size=12]ولا أعطي كلمتي..
[size=12]إلاّ للقلوب .. التي تحب أن تخفق
[size=12]وتعرف جيداً...
كيف تصدح